هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جواهر الأدب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الخروصي
Admin
Admin
أحمد الخروصي


ذكر
عدد الرسائل : 308
العمر : 36
الموقع : www.alawbi.4umer.com
تاريخ التسجيل : 11/12/2007

جواهر الأدب Empty
مُساهمةموضوع: جواهر الأدب   جواهر الأدب Emptyالثلاثاء أبريل 29, 2008 1:42 pm

جواهر الأدب
في أدبيات وإنشاء لغة العرب
أحمد الهاشمي
نسح وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية

كتاب يبحث في علمين مهمين من علوم اللغة وهما علم الأدب وعلم الإنشاء والكتاب على قسمين، قسم في الإنشاء وفيه خمس أبواب" أصول الإنشاء والمراسلات والمناظرات والأوصاف والروايات" والقسم الثاني في الأدب كتب فيه عن تاريخ الأدب العربي، وأبواب الشعر العربي
نسح وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية

مقدمة في علم الإنشاء
الإنشاء لغة الشروع والإيجاد والوضع تقول أنشأ الغلام يمشيقول سارتر: (الكاتب يمثل ضمير العصر). والروائية سها جلال جودت أحست بالمسؤولية الأدبية والثقافية والإنسانية تجاه مجتمعها، ولذلك سعت جادة لتكون بمستوى هذه المسؤولية من خلال هذه الرواية الشائقة...
فالرواية تمتاز بكثافة شديدة وحساسية مرهفة أسهمت في تشكيل عالم يمزج الواقع بالرمز والحلم من خلال عبارة رشيقة أقرب إلى الشاعرية وأسلوب ملون دافئ وسبل تعبيرية وفكرية تحتضن الصدق والوفاء للوصول إلى آفاق مزهرة.
إن الخوف، والتمرد، والألم أقانيم ثلاثة تمثل الاغتراب الداخلي لكونها تنغرز في جسد الرواية وأحداثها بفاعلية كبيرة، والكاتبة تصر عبر هذه المحاور المركزية على الانتباه إلى النتائج التي ستصل بها إلى القارئ من خلال واقع مماثل لواقعنا، - هذا إذا لم يكن مطابقاً له- ومن خلال ما تعززه الأحداث في حياتنا ووجودنا، لأن معرفة ما هو حلو إلى جانب ما هو مرٌ فعلاً يعني الكثير الكثير.
إن الرواية تتصدى للمشكلات الاجتماعية من خلال رؤية نقدية تكشف عن معاناة البناء الاجتماعي وتصدعه بسبب سلبيات تنخر في عظامه تستحق التوقف والتدقيق، ذلك لأن من أهم جماليات الرواية هذا الصدام بين ما يجب أن يكون، وبين الواقع الغافي على الظلم المفجر للمعاني اللاأخلاقية التي تعشش في مفازات الجهل والتخلف.
وإن النظر إلى جذور الأزمة في الحدث يعود للواقع التاريخي المتأرجح والانتماء الطبقي... فالبطل ينتمي إلى الطبقة التحتية التي تفرض واقعاً مفسخاً ينعكس سلباً على فكر وسلوك أفراد هذه الطبقة فيظهر الفرد مغيب الفكر والوجدان، حائراً في آفاق مستقبله، ضائعاً في توجهاته وأفعاله، فيضطر إلى التغلغل في ثنايا الشهوات والاسترسال في الاندماج مع أشخاص ليسوا من سنه ولا من مسلكه. إلخ. أهو نداء الفكر أو نداء القلب أو الانهيار الكلي الذي لا مناص منه.
لقد فقد البطل حنان الأبوين والرعاية، وما يكاد يخرج من ظلم حتى يدخل في آخر، فاستسلم للإهانة، ورضخ لشبكة الفعل اللاأخلاقي مما عكس على حياته عدم الاستقرار ورسخ الضياع.
إن هروب البطل من الرديء إلى الأردأ، ومن حياة الممكن إلى حياة المستحيل بسبب ملاحقة المجتمع والسلطة له، جعله يوغل في غياهب الضياع والرذيلة، ولم تنقذه عاطفة مفاجئة أو حب متخيل.
وإن ضياع البطل لا يعود إلى جرأته ورفضه الظلم وبحثه عن حريته، وإنما يعود – في رأيي– إلى عجز وعيه وإهمال مجتمعه لواقعه فبقيت روحه في فراغ هلامي وغدا غير قادر على تحديد الاتجاهات التي تدرأ عنه الجبروت والظلم، ولذلك حط رحاله في مناخات يستعصي فيها الأمل بحياة مثالية نظيفة.
وتؤلف الشخصيات في الرواية متنافرة ومتعاضدة عملاً روائياً ناجحاً؛ فالزمكانية واضحة المعالم، عميقة الأثر؛ والسائد الاجتماعي والطبقي فاعل ومهندس لنمو الأحداث. إن رواية (السفر إلى حيث يبكي القمر) تركز على أهمية رعاية الإنسان، وهي دعوة مهمة من أجل التوازن الاجتماعي، وإصلاح البيئة، وإلقاء الضوء على التناقضات الاجتماعية ومآسيها ومحاولة لدحض العادات والتقاليد البالية، إذ ما الذي نرجوه من إنسان يجد نفسه مطعوناً منذ صغره بحبه وأبوته وأخوته وعلاقاته وحتى في وجوده وإنسانيته؟! كيف سيتشكل؟ وكيف ستكون مواقفه ورؤاه؟ وهو المغتال والمتهم والمطرود؟!
لقد وفقت سها جلال جودت في رواية تواجهنا برؤى معمقة عبر بناء فني محكم ووعي نابه وموقف خلاق، وهي إذ تضع بصمة قوية في هذا الميدان تستحق استقبالاً لائقاً من قبل الروائيين والنقاد والقراء، وهذه الرواية يمكن ضمها إلى كتب المبدعين التي تغني المكتبة العربية وتمتع – بحق– القارئ، وتدفع الباحث والناقد إلى الإعجاب.

هيثم يحي الخواجة

***






-1-


اسمي غالب. مضى على يوم مولدي عقدان وبضع سنواتٍ وما زلت أعاني من غلبة وجودي المأزوم، دخلت السجن غير مرة ٍ، وأهم مرحلة في حياتي تلك التي قضيتها في دار الأحداث، حين شاهدوني بعد الثانية عشرة ليلاً أتجول بمفردي في ساحة "سعد الله الجابري" وكان عمري حينذاك أربعة عشر عاماً، قلت: كنت أتجول، أدور قالوا: كذاب رأيناك تتسول، "هل ُشبهت لهم؟!!".
في الدار كان يزورنا المرشد الاجتماعي يعطينا دروساً في الأخلاق وفي الحياة، كنت أبتسم وأنا أراه يتحدث عن الفضيلة والشرف، حتى ناداني ذات مرة:
- تعالَ، ما يضحكك ؟
خجلتُ من سؤاله وملتُ برأسي، مدّ يده نحو ذقني ورفع بأصابعه وجهي نحو وجهه وحدق فيّ ملياً ثم قال :
- بعد الدرس، أريدك !
عدت إلى مكاني وأنا قلقٌ متوترٌ " ُترى ما يريد مني ؟ وهل سيشكوني إلى مدير الدار ؟ لكنّ المدير لن يسمعه فهو يحبني ويقول غالب حساس و"شاطر" !
بعد الانتهاء من الدرس أشار بيده فتبعته وأنا مطرق الرأس وجل الخطوات، في غرفة الملاحظة جلست أمامه فسألني :
- ما اسمك ؟
- غالب.
- اسمٌ جميلٌ، ما تهمتك ؟
- تجولْ بعد منتصف الليل !!
حدق في وجهي مستغرباً ثم سألني :
- ماذا تحب في الحياة وماذا تكره ؟
أجبت :
- أحب الطبيعة والنقود كثيراً، وأكره البخيل والجبان، وأن ترشقني سيارة بماء الشارع، وأن أسمع كلمة مغضوب!!
نظر في عينيّ، شعرت به يغوص في البؤبؤ عميقاً ومن غير أن ترف عينه قال متابعاً:
- من تحب من أهلك، أقربائك، أصدقائك ؟
- خالتي أم جميل وصديقي عيسى.
- وأمك وأبوك وأخوتك وباقي الناس ؟
ساد الغرفة الصمت، هو ينظر في وجهي وأنا أتأمل الستائر والهواء المتسرب من النافذة، وبعد الدخول في دائرة السكوت، عاد يسأل :
- إذا شاهدت عاجزاً طلب مساعدتك ما تفعل؟
- حسب حاجة العاجز إليّ !
- إذا شاهدت مالاً وصاحب المال أزعجك ما تفعل ؟
- أسرق المال الموجود انتقاماً منه !!
كادت عينا الرجل تنفجران، وبضغطٍ على أعصابه التي صارت قلقة متوترة قال متابعاً :
- ماذا تحب في نفسك، وماذا تكره ؟
- أحب قلبي الطيب ولساني، وأكره أن أكون جباناً !!
- ماذا تحب في أبيك، وماذا تكره ؟ وماذا تحب في أمك وماذا تكره ؟
- أحب فيه شطارته في السيطرة على "الزبونة" وأكره اتهاماته الباطلة وأحب في أمي صمتها، وأكره تعظيمها للأمور!
- إذا تزوجت كم ولداً تفكر أن تنجب؟
- حوالي العشرين !
بدهشة ٍ واضحة النبرة سألني :
- لمَ؟
- كي أكون صاحب عشيرة !
- لمَ ؟
- ليدافعوا عني في صدّ المشاكل !!
- أتحب المشاكل ؟
-.......... .........
- إذا تمرد أحد أولادك عليك، ما تفعل ؟
- أطرده !!
- هل تحب أخوتك ؟
- فقط أختي فريدة !!
- لماذا؟
-.......... .....
- هل تخاف من العمل ؟
- لا !
- هل حلمت برئاسة مركز ما ؟
- نعم
- مثل ماذا ؟
- رئيس عصابة لسرقة الكروم، كما حلمت بشراء مسدس!!
شعرت من تحديقه في وجهي كأنه أراد صفعي على وقاحتي في هذه الجرأة المبالغ بها، لكنها حقيقة مشاعري وطموحاتي، هو يسأل وأنا أجيب من خلال معمل أفكاري الملتهب، ولأنه وجدني كنزاً ثميناً تابع الأسئلة :
- هل تحب العلم ؟ ولمَ لمْ تتابع تعليمك ؟
- أحب العلم وكنت أرغب في أن أكون ضابطاً بالجيش يؤدي العسكري التحية لي باحترام ٍ، ووالدي حرمني من المدرسة لأني رسبت في الأول الإعدادي !!
- هل تشعر بالنقص من شيء ما ؟
- أشعر بعدم وجود الرعاية والحنان في حياتي منذُ خلقت!!
- لمَ ؟
- لا أعرف !!
- أمنياتك ؟
- أن أكون أقوى مخلوق ٍ على وجه الأرض !!
- على من تحقد ؟
- على نفسي !!
- لماذا؟
- لأنني منحوس !!
- أي الزهور تحب ؟
- الياسمين !
- أي الألوان تحب ؟
- الأحمر !
- لماذا ؟
- لأن أصدقائي يحبون اللون الأحمر وينتسبون إلى نادي الاتحاد !
- هل تفكر في أن تكون لاعباً مشهوراً ؟
- لا، لا أفكر !!
- هل تقبل النصيحة وتعمل بها ؟
- لا !!!
وجعلته يطوي الدفتر ويهز رأسه مثل مصاب بداء الرُّعاش لأعود إلى حيث كانوا يجلسون أمام الشيخ الذي حضر ليعلمنا كيف نتلو القرآن.
*************
الآن أنا في السجن المركزي، جاءنا صوت المنادي:
إسماعيل، عدنان، غالب، مصطفى، وضعوا الأصفاد المعدنية في أيدينا، صعدنا إلى داخل سيارة شاحنة مغلقة، دخل معنا أربعة رجال من الشرطة، وأُغلق الباب علينا، لم أفكر بالهرب كما يحصل في الأفلام العربية والأجنبية، شعرت بالغثيان من رعدة الخوف، انتابت مشاعري الواهنة كآبة لصيقة لا تعرف الابتسام، وكيف تعرفه والقاضي لن يسمعني،لأنه سيقرأ ملفّ الدعوى أولاً، ولأنه لا يحكم على الناس من خلال مشاعره.
مساء البارحة كنت قوياً، استحضرت في ذاكرتي دفاعي عن نفسي أمام سيادته والحاضرين في قاعة المحكمة:
"- نعم يا سيدي، أنا المتهم. ولكني لست زعيم عصبة كما ورد في الملف!
أنا الطريد المطرود، أنا الذي حمل وزر أب كان صاحب عقدة!
اشتغلت معه في محل ٍ كان يملكه منذ الطفولة ؛ علّمني فن المساومة مع النساء بطريقته وحنكته لأكتشف بعد فوات الأوان سبب انزلاقي داخل وادٍ من السقوط أملس.
وادٍ لم أستطع الخروج منه ولا التحرر من سياج أشواكه التي أدمت مراحل حياتي كلها.
كان فيه نوع من الإدمان، ونوع من اللعنة، ونوع آخر من ضعف لاإرادي فقد قدرته على التفكير لأنه وقع تحت سيطرة ضعفٍ من نوع ٍ مهيمن ٍ !
كنتُ أنصرف من مدرستي و"صدريتي" على جسدي ومحفظتي فوق ظهري أمسك بها من خلال حزامين يدخلان تحت إبطي.
كان المحل صغيراً غرب جامع شبارق في حي الميدان وكان يجب عليّ فور انصرافي من المدرسة أن أسرع نحو المحل كي أغسل أرضه، وأمسح الغبار عن الرفوف، وأبيع الزبائن، أفرد وأطوي الملابس القطنية ذات المقاسات المختلفة، وأعيد ترتيبها من جديد مثل رجل حاذق ماهر!!
حين صمتت دواليب السيارة عرفت أنّا قد وصلنا، طالبونا بالنزول والأطواق الحديدية تطوق معاصم الروح.
غبشٌ تراقص أمام نظراتي التائهة، أغمضت عينيّ فتحتهما، زحام هائل يملأ الردهات صخباً وضجيجاً، ألف قلبي الذليل وأدخل القفص حين دخلنا قاعة المحكمة.
بعد ساعة من الانتظار اللزج صرخ الحاجب :
- الدعوى رقم ( 15 ) ؛ ودون أن ينظر القاضي في وجوهنا ومن دون أن يقول شيئاً ليرحم ذلنا، وبعد أن قلب الأوراق قال :
- تؤجل الدعوى مدة شهرين اعتباراً من تاريخه.
حينئذٍ أحسست أني أغوص داخل خندق ضعفي وانهزامي، خافض الرأس كسير النفس منادياً آهات الوجع المتغلغلة في أعماق الروح أن تلزم الصمت !.
حين عدت إلى الزنزانة، وجدت أن حياتي في داخلها لا تختلف عن حياتي في منزلنا. فأنا لم أعش طفولة حقيقية، رأيت نفسي مع أم ٍ ممسوسةٍ بالتنظيف، غارقة في شؤونها لا تهتم بأطفالها ؛ ووالد منهمك في حساباته بين الإدخالات والإخراجات، ما ينفك يوهمنا أن خسائره متزامنة بسببنا.
انبثقت آلامي تحكي عن قصة حياتي المحددة بالعذاب المؤلم الجارح، العذاب الذي جعلني أتوجس من الخوف، والخوف كان السبب الرئيسي في ممارستي للكذب والغش والخداع، تمركزت عتمة ُظلمه من صفعة أولى لكذبة أولى وقعت فيها مثل طعنة غادرة، ما غادرت عقلي لأنها بقيت محفورة على أفنان الروح المتكسرة تؤلمني بمرار إفرازات عصارات العلقم، والتي لم أستطع دفنها وما استطعت !!.
كان داهية، متمنطقاً بوسامة لا تقدر على كشف خفاياه، أوقعني في صيده وهو يبتسم قائلاً :
- سأشتري بضاعة بالجملة.
ولأني تواق إلى إرضاء أبي، فقد غردت روحي التي فرحت مثل تغريد البلابل في فسحة من طبيعة غنّاء "سيرضى أبي عني وسيفرح جيبه ". ومن أجل كسب هذه المودة، قلت بلا ترددٍ والبراءة تسطع من شفتيّ كما سطوع الشمس في فصل الربيع :
- تحت أمرك أستاذ.
اعترتني الغبطة وأنا أطوي له البضاعة بشكل أنيق ٍ ومرتبٍ رغم صغر سني، ولأني صغير السن، فقد أوصد أبواب عقلي الطفل عن التفكير بعواقب الأمور، حين أقنعني بهدوئه اللا مشكوك به أن أرافقه إلى حيث يسكن فالبيت قريب من المحل وفي نهاية الشارع !.
ما فعلته كان بالنسبة لي حدثاً رائعاً، فرصة العمر الذهبية فقد أردت من خلال ما فعلت أن أثبت لأبي أني رجل وسيد المحل في غيبته، وأستطيع تحمل المسؤولية، وملامح الرجل وأناقته تنفي الشكوك فابتسامته دائمة الوسامة، لهذا لم أرهبه وأنا أمشي إلى جانبه !.
أمام باب العمارة وقفت طويلاً، تحولت الدقائق إلى ساعات من الانتظار الصعب، وحين فقدت قدرتي على الصبر في انتظاره خاوي اليدين سارعت في الصعود إلى حيث أشار مؤكداً لي أنه لن يتأخر.
جبلٌ من حمم بركانية انهار فوق رأسي وطفرت الدموع من عينيّ رغماً عني من صهيل دقات قلبي الباكي بغزارةٍ، أين هو؟ كيف اختفى ؟ أية طامة آثمة وقعت في جريرتها ؟.
على منظري الحزين أبدى أصحاب الدكاكين المجاورة لمدخل العمارة أسفهم، فاقترب أحدهم مني وسألني :
- ما بك يا عم ؟ لمَ البكاء ؟
أجبته ونار الخيبة من خسارة لم تكن في ميزان الحساب تزيد من فتيل اشتغال الدموع في عينيّ وأنا أشهق :
- سرق البضاعة!
- من هو ؟
- لا أعرف! !.
الخوف يجعلني أروي للغريب صاحب الدكان ما حصل معي ولا أحكي لأبي، أخبرته بالقصة من دخول الرجل إلى المحل حتى وقوفي عند مدخل باب العمارة، حينذاك أمسك الرجل بيدي وصعد معي إلى الطابق الرابع، دق الباب بتكور أصابعه، كرر الطرقات بقوة، فتحت المرأة التي وبختني قبل قليل ٍ، وبانزعاج ٍ واضح النبرة، قذفت ببضع كلمات ساخطة كأنها تقذف بعظام ٍ من خروفٍ مذبوح ٍ إلى كلبٍ جريح:
- هذا البيت أصحابه في أمريكا منذ عشر سنوات، ألن ننتهي من هذا السؤال ؟ !. وأغلقت الباب بعنف ٍ.
تفحص الرجل الدرج، نظر نحو السطح، فهم ما حصل ودون أن أسمع ما قاله بعد أن نزلنا، غادرت الحارة، وأنا أمسح بكم قميصي مخاط أنفي، وثمة خوفٌ فظيعٌ ارتسم في عقلي المرتبك وأنا أتخيله يعاقبني!!.
كنت محقاً في خوفي فهو لن يسمعني، وكي أتخلص مما وقعت فيه فقد قبلت أن أقايض عقلي المرتبك على الخداع قبل وصوله على حين غرة والفزع يعتصر خلاصة قلبي.
" - ماذا لو حضر فجأة وشاهدني وأنا أضع علب الكرتون الفارغة محل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alawbi.4umer.com
 
جواهر الأدب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى القصص مؤثره :: منتدى الكتب :: منوعات-
انتقل الى: